مدرب ناجح .... مدرب فاشل
انني اطرق الباب عليكم .. فأذنوا لي بالدخول .. لنتناقش ..
هذه المرة جئنا لنسأل من هو المدرب الناجح ومن هو المدرب الفاشل ( فاشل كلمة صغيرة من اربعة حروف تكمن فيها معاني ذات دلالات شاملة و غزيرة وبحرها مترامي وحدوده متناهية البعد ... من يوصف بها يعني انتهاء دوره بهكذا مجال وعليه لملمت متاعه والرحيل الى بر يمكن النجاح به في وصف اخر ) ... وعليه انا لا احب وصفها ... لذا سأصفه بالمدرب العادي انصافا لتعبه وجهده وخبرته التي ربما طالت او قصرت واهلته للتدريب .. اوربما جاء للمهنة بالواسطة التي فضحت امره وعرته امام خلق الله ...
ضمن اطر هذا الموضوع .. انا اعرف وعلى يقين بأنني ساتعرض الى لوم اللائمين ونقمة الناقمين من الذين لفهم وصف الفشل وسواهم بمجرد تذكير الي الالباب بأمرهم .. وحتما هم كثر يختبئون تحت سائر الاوصاف..
وللجميع ... نقول
من البحر الواسع للفروسية يمكن ان نتفق على تصنيف وصف المدربين الى نوعين حسب اتجاه واختصاص عملهم .. منهم مدرب خاص للجياد عليه تدجينها وترويضها وتدريبها وتهيئتها للولوج الى واقع المنافسات ... واخر خاص لتدريب وتهيئة وتطوير واقع الفرسان وطبع اقدامهم على سلالم التتويج حسب فئاتهم العمرية ونضجهم الفروسي وتدرجهم بالتصنيفات المرجوه..
الموصوفين هنا يصنفون ايضا الى نوعين .. منهم مدرب بالخبرة .. واخر مدرب اكاديمي درس وتخرج وعمل ... يلتقون بميدان واحد يمتزج عرقهم مع عرق الفرسان وعرق الجياد وغبار ميدان المعركة .. معركة النجاحات وحصد البطولات .. لا يفرقهم ولا يميزهم الا من خبرهم بعد جلي غبار المنافسات ووضوح رؤية الفائزين من الخاسرين .. والشاطر .. من يضحك اخيرا ..
مدرب الجياد مهما كان وصفه .. ينجح ويتميز عن سائر رفاقه بعد اكتشاف اسرار وخفايا هذا الحيوان من جميع اتجاهات وسبل تطويره وقيادته على خط السير القصير الذي يؤهله للوصول سالما غانما الى بر التفوق والوقوف شامخا امام كل التحديات .. تحديات باقي الجياد في ميدان الاستحقاق العملي لتحقيق مابني لاجله..
نجاحه لا يشك به ابدا اذا امتزج بنعمة الحب .. والغرام .. واستمرارا .. للهيام .. بعد نكران ذاته .. حب عمله وحب جياده .. وغرامه وعشقه ومن ثم هيامه بالتطور والبناء الصحيح الايجابي لهذا الجواد او ذاك مهما كان مالكه فقيرا او غنيا .. ومن ثم تقديمه للخلق على طبق من ذهب .. لحصد الذهب .. وتدوين اسمه في دواوين الانجاز والانتصارات.
والوصف يستنسخ تماما لمدرب الفرسان .. بعد شطب عبارة (هذا الحيوان) واستبدالها بالفارس الهمام .. الذي سيطيع مدربه ويمتثل لاساليب تدريبه واتقانها مهما علي كعبها وصعب امرها بحلوها ومرها .. ليرفع رأسه عاليا متباهيا بمجده الذي يتحقق بمعية من واكبه وتعب على امره وشيده على اسس الفروسية الحديثة .. فروسية المجد والعلياء .. لا فروسية الغني والفقير .
طال الوصف .. وعلينا الانتهاء حيث قفل علينا موعد الافطار .. ولكنني سأعرج بكم قليلا نحو الاولياء الاخيار الذين اوكلوا الى انفسهم اختيار هذا المدرب دون الاخر .. ومنحه التصرف بمقدرات الفرسان والانديه ومن قبلهم الاوطان .. ورفع راية الوطن لا تقدر بثمن .. ونحن نمنحها الى من هب ودب .. بلا مرعاة للمسؤولية .. ونجلس في مكاتبنا الفارهة دون علم او دراية لما يدور به الفلك حولنا .. ثم نسأل من جنبنا .. من فاز ؟ ومن خسر ؟ .. وحينها تثور ثائرتنا .. وننهض لنزيح من وصفناه بالفاشل من امامنا ومن دربنا لانه لهف اموالنا وبدد ثرواتنا ولوث تاريخنا ... نعم انه مدرب فاشل .. استبعدوه ..
ويستبعد المسكين الى من حيث اتى .. دون ذنب اقترفه سوى انه باع نفسه بمرتب يعيل به نفسه ويؤمن لاطفاله واهله مايسد رمقهم واتى الينا حتى يزرع فينا بذور النصر والتفوق .. وما ان ينتهي امره .. يظهر الولي الغيور ويتباهى بأنه استبعد هذا المدرب الشهير .. وتعاقد مع اخر اشهر منه .. ونحن مندهشون اذ لا سلطان لدينا على هذا او ذاك سوى الدعاء لاحبانبا بالفوز الذي نحلم به .. ثم يحل علينا الظلام حتى ننام ولا نعرف هل القادم اشهر من الراحل بالفشل ام بالنجاح .. وتدور الدوائر .. والحال حائر بيننا..
وختاما هذه دعوة لكل المشاركين هنا .. لا تبخلوا .. اكتبوا مافي خاطركم بشأن المدربين ودورهم برفعة الشأن وتسلق هامات العز والفخر والنصر
المبين .. واتمنى عليكم مناقشة المطروح فيما بينكم .. اذ سأكون مراقب لما تسطرون ..
والان علي ان اذهب اذ لا اخفيكم سرا .. انني ارسم هذه الكلمات وانا ارتجف واسمحوا لي .. انا لست ارتجف من خوفي من الذين وصفتهم.. ولكن كوني خرجت من حمام السباحة للتو وجلست امام تيار المكيف البارد الذي لا يرحم.. الناجح والفاشل..
كتبتها للفكاهه .. ولنا وقفة اخرى .......
.. انني اغلق الباب .. لتأذنوا لي بالرحيل
السبت سبتمبر 26, 2009 12:05 am
